تعاليم لاهوتية فى النصوص الليتورجية - 2

2- عقيدة الثالوث القدوس 
سنحاول أن نوضح عقيدة الثالوث كما تعبّر عنها نصوص الصلوات الليتورجية وخصوصًا نص ليتورجية القداس الإلهى [1]، فالمعروف أن عقيدة الثالوث الأقدس، بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية هي الأساس الراسخ لكلَّ فكر ديني وتقوى ولكل الحياة والخبرة الروحية. فالنفس المسيحية في بحثها عن الله هي في الواقع تبحث وتفتش عن الثالوث [2]

ولقد أدرك آباء الكنيسة تلك الحقيقة وعاشوها لهذا نجد أن القديس غريغوريوس يصف عقيدة الثالوث بأنها "رأس الإيمان".. فكل أرثوذكسى يعرف أن الإله الذى يؤمن به هو "إله واحد مثلث الأقانيم" ويبدأ كلَّ صلواته "باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين". وفى تلك العقيدة موجز للإيمان المسيحي الذى به يتميّز المسيحيون عن غيرهم من المؤمنين بالله. 
لقد استُعلن لنا الثالوث الأقدس عبر تدبير الخلاص الذى بَلَغَ كماله في شخص يسوع. فعقيدة الثالوث ليست حصيلة تفكير بشرى أو فلسفة نظرَّية عن الله، ولا نتيجة تطوَّر ديني بدأ في ديانات الشرق القديم، بل هي إعلان الله عن نفسه، الله الذى ظهر لنا ظهورًا خلاَّصيًا في شخص يسوع المسيح .
 فالسيد المسيح قد أتى إلينا باسم الله حاملاً إلينا خلاص الله وبعد قيامته وصعوده أرسل إلينا روح الله، هكذا اُستعلن لنا الله آبًا يرسل ابنه المخلّص إلى العالم وروحه القدوس. 
وعند دراستنا لموضوع الثالوث نجد أنه بينما ركّزت "اللاهوت النظري" الذى عبّر فيه مدافعو القرن الثاني عن وحدانية الله ، نجد أن "لاهوت الكنيسة الليتورجي [3]" والمُعبّر عنه في قوانين الإيمان في طقس المعمودية ثم بعد ذلك في طقس الإفخارستيا وفى كل ما تمارسه الكنيسة في ليتورجياتها، يشهد شهادة قوَّية عن عقيدة الثالوث بما يتمشى مع روح الإعلان الإلهي [4]
فهدف الإفخارستيا هو الاعتراف بالثالوث القدوس وبجوهره الفائق الطبيعة وأن تُثَبّت وتشهد وتصادق على أن معرفة الله هي جوهر الحياة الأبدية (انظريو3:17) وأن المصالحة والشركة معه والوحدة فيه، كل هذه الأمور معطاة لنا اليوم وإلى الأبد في الإفخارستيا، خلاصًا للإنسان [5]
حقائق في عقيدة الثالوث
+ تؤمن الكنيسة بعقيدة الثالوث لأنه حقيقة، فالحق الإلهي هو اهتمام الكنيسة الأوحد، فالمسيح جاء لا لكى يفعل شيئًا سهلاً بل ليفعل شيئًا حقيقيًا، هو جاء ليحضر لنا الحق والحياة، فالحقيقة التي جاء المسيح ليعلنها هي عن ماهية الله، والحياة التي جاء ليهبها للبشرية ما هي إلاّ حياة الثالوث إذ أن " اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ" (يو18:1) والسبب الذى لأجله طلب اليهود المسيح ليقتلوه هو أنه قال عن نفسه " أنا والآب واحد" (يو13:10)
+ يوجد إله واحد لأنه يوجد آب واحد الذى هو مصدر وأساس الألوهة. 
فالآب يلد ابنه ويبثق روحه، والابن هو ابن الله، وكذلك الروح هو روح الله. 
فالله واحد. وتمايز الأقانيم لا يُقسَّم الجوهر الإلهي بأي شكل من الأشكال ولا يوجد ثلاثة آلهة. 
يوجد جوهر إلهى واحد في ثلاثة أقانيم تشترك معًا في الأزليّة، والمساواة. والوحدة المطلقة لله لا تقلَّل بأي حال من الأحوال حقيقة التمايز بين هذه الأقانيم، وبعبارات أخرى فالآب والابن والروح القدس أقانيم حقيقية وليست مجرَّد أدوار يقوم بها الله في أوقات مختلفة.
 ففي ولادته للابن وبثقه للروح القدس فإن الآب يعطى لهما نفس الطبيعة الإلهية أو الجوهر الإلهي. ولكى تصف الكنيسة هذه الحقيقة فإنها تستخدم عبارة "من الجوهر نفسه" . 
فكل من الأقانيم الثلاثة له كمال الطبيعة الإلهية، فالله لا ينقسم لثلاثة أجزاء وذلك لأن الطبيعة الإلهية (أو الجوهر الإلهي) هي طبيعة واحدة غير منقسمة وغير مركَّبة في نفس الوقت، فالتركيب بداية التقسيم. 
وبسبب أن الابن والروح القدس لهما ملء الطبيعة الإلهية فهما ليسا بأقل من الله الآب في الألوهة بالرغم من أنهما يستمدان كينونتهما منه فكل أقنوم إذن ـ من الأقانيم الثلاثة ـ هو تام وكامل في الألوهة لئلا نعتقد بأنهم طبيعة واحدة كاملة مركَّبة من ثلاثة غير كاملين . 
كيف تعبَّر نصوص الليتورجيا [6] عن هذه الحقائق
تضع الليتورجيات هذه الحقائق الإيمانية في تعبيرات دقيقة وعميقة تصلى بها الكنيسة لتربط بين "قانون الإيمان" و"قانون العبادة" كما سبق القول. 
1 ـ الآب: اسم علاقة
في بداية صلاة رفع البخور حيث يقف الكاهن أمام الهيكل يقول "ارحمنا يا الله الآب ضابط الكل ، أيها الثالوث المقدس ارحمنا[7]
فبدأً في بدء الصلاة تعلن الكنيسة إيمانها الثالوثي السليم معترفة، في عبارة مختصرة، بأن الآب هو علَّة ومصدر الثالوث، فالكنيسة لا تؤمن "بالله" فقط، بل تؤمن " بالله الآب ضابط الكَّل" وبابنه يسوع المسيح وروحه القدوس. لهذا تصلى الكنيسة مباشرة " أيها الثالوث القدوس ارحمنا".
 وتجد هذه العبارة صدى كبيرًا عند القديس غريغوريوس اللاهوتي والمشهور بأنه "المادح للثالوث القدوس" [8]، فيقول إن " لفظ الآب ليس اسم جوهر ولا اسم فعل،... أنه اسم علاقة اسم يدل على ما هو الآب بالنظر إلى الابن، أو ما هو الابن بالنظر إلى الآب"[9]
ولأهميَّة هذه الحقيقة الإيمانية فإننا نجدها تتكرر خلال الليتورجيا في عبارات مترادفة، فعلى سبيل المثال نقول في صلاة الشكر" فلنشكر صانع الخيرات الرحوم الله أبو ربنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح" [10]
وفى بداية كل أوشية (طلبة) يقول الكاهن "فلنسأل الله ضابط الكل أبا ربنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح..." [11]
ثم يأتي قانون نيقية / القسطنطينية ليضع لنا دستور إيماننا في صياغة أقرّتها الكنيسة معبّرة عن الفهم السليم لعقيدة الثالوث لهذا نقول " نؤمن بإله واحد الله الآب ضابط الكلَّ.." [12]
فعندما نتكَّلم عن "ثالوث الآب" نكون قد فهمنا الثالوث فهمًا دقيقًا صحيحًا، فنحن لا نتحَّدث عن الآب والابن والروح القدس كمنفصلين ثم نكَّون منهم وحدانية ولكن بالأحرى ننظر إلى الابن مرتبطًا بالآب وكذلك للروح القدس مرتبطًا بالآب وفى نفس الوقت يكون لكلٍ أقنومه الخاص [13]
أـ الابن مرتبط بالآب : (مولود من الآب) 
+ فنقول في صلاة رفع بخور وصلاة الشكر بعد تقديم الحمل " بالنعمة والرأفات التي لأبنك الوحيد" [14]. وفى أوشية الإنجيل يقول الكاهن " افتح حواسنا ... بأوامرك المقدسة كمسّرة الله أبيك الصالح" [15]. فالإبن هو إبن الآب، والآب هو أب للإبن. 
وبعد قراءة الإنجيل يقول الكاهن " وأنت الذى ينبغي لك التمجيد بصوت واحد من كل أحد والمجد والإكرام والعظمة والسجود مع أبيك الصالح" [16]. وفى صلاة القسمة يقول " أيها السيد الرب إلهنا العظيم الأبدي... الذى أعطانا الخلاص من خطايانا بابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا حياة كل أحد" [17]
وفى صلاة ختام رفع البخور في صوم الميلاد يصلى الكاهن" ياربي يسوع المسيح المولود من الآب قبل كل الدهور" [18]
ب ـ الروح القدس مرتبط بالآب (منبثق من الآب)
في نهاية صلاة الشكر التي تبدأ بالتوجه إلى الله الآب ضابط الكل، نقول " ... مع الروح القدس المحيي المساوي لك (الآب)" [19] وفى أوشية بخور عشية للابن نقول " هذا الذى أنت مبارك معه مع الروح القدس المحيي المساوي لك (الابن)". وهذا بالطبع لوحدة الجوهر الإلهي للأقانيم الثلاثة [20]
وفى أوشية السلامة التي تبدأ بعبارة " وأيضًا فلنسأل الله ضابط الكل أبا ربنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح" ... يكمل الكاهن صلاته إلى الله الآب قائلاً " فلتحيي نفوسنا بروحك القدوس" [21]
وفى صلاة خضوع للآب بعد صلاة أبانا الذى يقول الكاهن "..نشكرك إيها الرب الإله ضابط الكل... لكى نكون مملوئين من روحك القدوس" [22]. ويكرر في صلاة التحليل " أيها السيد الرب الإله ضابط الكل... محاللين من فمي بروحك القدس" وأيضًا " لا تمنع شعبك من نعمة روحك القدوس" [23] ويأتي قانون الإيمان أيضًا ليثبَّت كل هذا فنقول " نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب". 
2 ـ الثالوث الكامل
لكلَّ من الآب والابن والروح القدس أقنومه الكامل، لئلا نعتقد بأنهم طبيعة واحدة كاملة مركّبة من ثلاثة غير كاملين كما سبق القول. وفى الأقانيم الثلاثة جوهر بسيط واحد غير مركّب فالتركيب بدء التقسيم كما أشرنا سابقًا ، وكل من الأقانيم الثلاثة هو في الآخر ولهذا فنحن نؤمن بعدم تركيب الأقانيم وبعدم اختلاطهم أيضًا. وبأن مشيئتهم وفعلهم وقوتهم وسلطتهم هي واحدة وبأنهم إله واحد غير منقسم. 
ولهذا فإننا نختم كل طلبة بالمجد والكرامة للأقانيم الثالوث معًا. 
ففي ختام العظة يرد الشعب المرّد المعروف والرائع: 
 لأنه مبارك الآب والابن والروح القدس الثالوث الكامل نسجد له ونمجده" [24]
وبه أيضًا يُختَم المزمور150 الذى تسبح به الكنيسة أثناء التناول من جسد الرب ودمه الأقدسين. 
الإفخارستيا هي لقاء وخبرة حياة الثالوث القدوس
نختم قولنا بما سبق الإشارة إليه في بداية هذا المقال بأن الإفخارستيا هي الينبوع الحى والمحيي لمعرفة الكنيسة عن الثالوث القدوس. وهذه المعرفة ليست معرفة مجرَّدة تتجسَّد من خلال العقيدة، بل هي تعرّف مستمر، هي لقاء وخبرة وبالتالي اتحاد بالحياة الأبدية (انظر1يو1:1ـ4)
ولهذا نجد أن الكنيسة قد حرصت علي أن يبدأ المؤمنون هذا اللقاء وتلك الخبرة مبكرًا وفي صلوات الإفخارستيا أو ما يعرف بصلاة رفع بخور حيث يُعد المذبح وترفع الصلوات باسم الثالوث القدوس الإله الواحد قابل الصلوات ومانح العطايا, معترفين بالوهية أقانيمه الثلاثة وساجدين له لأجل اتيان الإبن لخلاصنا, وممجدّين اسمه القدوس في كل آوان. 
لهذا يذكر الخولاجي المقدس أنه بعد الصلاة الربانية, فإن الكاهن وهو يتهيأ للصلاة فإنه يسجد لله تعالي أمام باب الهيكل المقدس ويقول:
 "نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح وروحك القدس لأنك أتيت وخلصّتنا" [25].
 وبعد صلاة الشكر يرتل الشعب ...."نسجد للآب والإبن والروح القدس الثالوث القدوس المساوي" [26]
أو "تعالوا فلنسج للثالوث القدوس الذي هو الآب والإبن والروح القدس" [27]
وعندما يبدأ الكاهن في وضع درج البخور في مكانه ووضع البخور منه في المجمرة يُعبّر هو الأخر عن إيمانه الثالوثي في ذكصولوجية لأقانيم الثالوث كالتي سوف يكررَّها مرَّة أخري وهو يقدم الحمل [28] في إشـارة واضحة لعمل الثالوث وتدبيره لخطه خلاصنا والتي تجلّت نتائجها في ذبيحة الإبن الوحيد الـذي أصعـد ذاتـه ذبيحة مقبولة علي الصليب عـن خـلاص جنسنا فإشتمه ابوه الصالح وقت المساء علي الجلجثة" كما ترتـل الكنيسة 
و يقول الكاهن إذن في صلاة رفع البخور (رشوم الدرج)[29]
+ "باسم الآب والإبن والروح القدس آمين". 
+ "مبارك الله الآب ضابط الكل آمين". 
+ "مبارك ابنه الوحيد يسوع المسيح آمين". 
+ "مبارك الروح القدس المعزي آمين". 
ثم يختم قائلاً: 
"مجدًا وإكرامًا كرامة ومجدًا للثالوث المقدس الآب والإبن والروح القدس الآن وكل آوان إلي دهر الدهور آمين" [30]
ثم يأتي دور الشماس كي يُقدَّم إعترافه بعقيدة الثالوث لهذا نجده مجيبًا في كلَّ مرَّة علي صلاة الآب الكاهن بقوله "آمين". 
كما يتضَّح التعبير عن هذه الخبرة فيما يحدث عند تقديم الحمل (الخبز والخمر)، فنحن نعلم مسبَّقًا أن هذا الخبز مثله مثل أي شيء آخر في العالم قد تقدَّس بتجسَّد ابن الله، أحد أقانيم الثالوث القدوس وتأنسه، كما نعلم أن هذا التقديس يكمن تحديدًا في أنه في المسيح أُعيد إلى الإنسان إمكان تقديم ذاته والكون معه ذبيحة لخالقه، وأيضًا نعلم أن اكتفاء الإنسان بذاته مستغنَّيًا عن الله هو تجربة فاشلة وبالية تجاوزتها الكنيسة منذ زمن بعيد، فالاستغناء عن الله مثلث الأقانيم هو الخطية بعينها التي لا تَرَى في الخبز إلاً خبزًا وطعامًا فاسدًا بائدًا لإنسان زائل ودليل على اتحاد الإنسان بالخطيئة والموت.
 أما كل مَنْ يؤمن به فيعلم في المقابل أنه في المسيح لم يَعُدْ الطعام الأرضي الذى نتناوله يتحّول إلى لحمنا ودمنا إلي حياتنا, بل إلينا بحَسب, بل أيضًا إلى الغاية الأولى التي فيها يتسربل كل ما هو مائت بعدم الموت، والتي فيها تكون للحياة الغلبة على الموت [31]
ومن هنا كانت أنشودة الكنيسة كلها في دورة الحمل هي أنشودة الثالوث فيقول الكاهن أولاً "مجدًا وإكرامًا إكرامًا ومجدًا للثالوث المقدس الآب والابن والروح القدس" [32]
وخبرة الثالوث تعطى سلامًا وتبنى الكنيسة بنيانًا واحدًا بسبب الإيمان (الثالوثي) الواحد لهذا يُكْمل قائلاً " سلامًا وبنيانًا لكنيسة الله الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية" [33]
ثم يعود الكاهن فيرشم الخبز والخمر باسم الثالوث فيقول" باسم الآب والابن والروح القدس إله واحد، مبارك الله الآب ضابط الكل آمين، مبارك ابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا آمين، مبارك الروح القدس آمين" [34].
ثم يُرُّد الشماس مُشترِكًا في هذه الأنشودة الثالوثية فيقول " واحد هو الآب القدوس، واحد هو الابن القدوس، واحد هو الروح القدس آمين، مبارك الرب الإله إلى الأبد.." [35] .
وبعد ذلك يهتف الشعب كله تمجيدًا للثالوث "المجد للآب والابن والروح القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين" [36] .
وكما بدأ تقديم الحمل بتمجيد الثالوث فإن ما يهتف به الشعب مباشرةً قبل الإعتراف الإيماني بالوهية "حمل الله" الذي رفع خطية العالم, وما تممه بتجسَّده وصلبه وموته وقيامته من أجلنا, يكون أيضًا تمجيدًا للثالوث في خضوع وخشوع حيث ينهض الشعب من السجود [37] ويجاوبون الكاهن باعلي صوتهم قائلين "واحد هو الآب القدوس واحد هو الإبن القدوس واحد هو الروح القدس آمين" [38]
وفى مشاركة الكنيسة "كثالوث" أي الكاهن والشماس والشعب، في خبرة الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس تَكمْن حقيقة أن الإفخارستيا هي إعلان لحياة الشركة والتي دعيت الكنيسة إلى تجسيدها في حياتها، وهو ما يعنى بدوره أن كل شخص وكل حياة الجماعة الكنسَّية تجد كمالها وغايتها في الإفخارستيا وفى خبرة حياة الشركة الدائمة في الثالوث وهذا ما يُعبّر عنه الكاهن في صلاة البركة بعد التناول عندما يصرخ قائلاً: "اجعل باب الكنيسة المقدسة مفتوحًا لنا بالرحمة والإيمان, كملّنا في الإيمان الثالوثي إلي النفس الأخير [39].






الدكتور / جوزيف موريس فلتس 
دكتوراة فى العلوم اللاهوتية 
باحث بالمركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] اقتصر الحديث فى هذه الفصل على توضيح عقيدة الثالوث من خلال نصوص القداَّسات الإلهية المُستخدمة فى صلواتنا الليتورجية غير أنه يمكن الرجوع إلى نصوص أخرى مثل نصوص صلوات أسبوع البصخة المقدَّسة والإبصلمودية وغيرها. 
[2] The Faith, Clark Carlton ,Salisbury, AM ,1997. P.53. 
[3] ليتورجيا كلمة يونانية الأصل مشتقة من كلمتىlhiton أو leion بمعنى عام أو شعبي وكلمة œrgon بمعنى عمل. استخدمت قبل المسيحية لوصف العمل العام الذى يقوم به الشعب كلَّه كما وُصفت به العبادة الجماعية . في الترجمة السبعينية للعهد القديم كانت الكلمة تصف العبادة التي يقوم بها شعب الله. وفى المسيحية تدَّل على ما يقوم به المسيحيون من عبادات وخصوصًا الإفخارستيا أو سر الشكر الإلهي.انظر: 
Qrhskeutik» κaίHqik» Egkuklopaίdeia:tόmoj, 8. s179. 
[4]Dogmaatikά kaί Hqikά I : M . Farantou. Ἀqήnai . 1983. s. 65. 
[5]الإفخارستيا، سر الملكوت: للأب ألكسندر شميمن، منشورات النورـ بيروت ـ1993 ص251. 
[6] النصوص المستخدمة هنا مأخوذة من الخولاجي المقدس ـ طبعة دير البراموس. ط2 سنة 2002. 
[7] المرجع السابق ص 26. 
[8]V. Lossky : H Mustik» qeologi£ tÁV AnatolikÁV Ekklhsi£V . p.49. 
[9] خطبة 29 فقرة 16 من خطب غريغوريوس النزينزى اللاهوتية: عن كتابه الخطب 27ـ31 اللاهوتية، سلسلة النصوص اللاهوتية، منشورات المكتبة البولسية، بيروت 1993م ص 96 . 
[10] الخولاجى ص28, 29. 
[11] الخولاجى ص89, 97, 195, 197, 201. 
[12] الخولاجى ص205. 
[13] علم اللاهوت العقيدى جـ 2 : دكتور موريس تاوضروس ص 77 . 
[14] الخولاجى ص33, 155. 
[15] الخولاجى ص82, 103, 169. 
[16] الخولاجى ص 183, 101. 
[17] الخولاجى ص267. 
[18] الخولاجى ص122. 
[19] الخولاجى ص33, 156. 
[20] الخولاجى ص38, 81, 82, 87, 101, 103, 106. 
[21] الخولاجى ص197. 
[22] الخولاجى ص217. 
[23]الخولاجى ص274. 
[24] الخولاجى ص194. 
[25]المرجع السابق ص27. 
[26]في أيام الواطس: أي الأربعاء والخميس والجمعة والسبت. 
[27]في أيام الأدام: أي الأحد والأثنين والثلاثاء. 
[28] وأن كان الكاهن في صلاة تقدمة الحمل يبدأ بالقول مجدًا وإكرامًا ...الخ. 
[29] تتكرر هذه الصلوات في رفع بخور عشية حيث إن اليوم الليتورجي يبدأ بصلاة عشية. 
[30] المرجع السابق ص35ـ36. 
[31] الإفخارستيا سَّر الملكوت، المرجع السابق ص 160، 161. 
[32] الخولاجى ص146. 
[33] الخولاجى ص147. 
[34] الخولاجى ص150.

[35] الخولاجى ص151.
[36] الخولاجى ص151.
 [37]المرجع السابق ص267.
 [38]المرجع السابق ص267.
[39] المرجع السابق ص291.