اليوم البتول تلد الفائق الجوهر

- اليوم ، البتول تلد الفائق الجوهر ، والأرض تقرب المغارة لغير المقترب إليه . الملائكة مع الرعاة يمجدون ، والمجوس مع الكوكب فى الطريق يسيرون ، لأنه من أجلنا وُلد صبى جديد ، الإله الذى قبل الدهور
- هلم ننظر بيت لحم تفتح عدناً ، وقد وجدنا النعيم فى الخفاء . هلم نجنى ثمار الفردوس داخل المغارة . هناك ظهر أصل بغير سقى ، يتفرع منه الغفران . هناك وُجدت بئر لم تُحتقر ، أشتهى داود قديماً أن يرتوى منها . هناك العذراء إذ ولدت طفلاً ، أروت للحال ظمأ آدم وداود ، لذلك فلنسرع إليه حيث وُلد طفلاً جديداً ، الإله الذى قبل الدهور
- أبو الأم يصير أبناً عن رضى ، مخلص الأطفال يضطجع طفلاً فى مذود . تأملته الوالدة فهتفت : قُل لى بُنى ، كيف زُرعت وكيف نشأت فيَّّ ؟ أراك يا حشاشتى فأُذهل كيف أُر ضعك ، ولم أقترن بزوج ؟ أشاهدك بالقُمط وبكارتى لم تفض . أنت حفظتها لما أرتضيت أن تولد طفلاً جديداً ، أنت الإله الذى قبل الدهور
- أيها الملك الرفيع ، مالك والفقراء ؟ يا صانع السماء لم أتيت إلى أبناء الأرض ؟ أنظر ليس فى القرية مكان لأمتك ، وما لى أقول مكان ، بل حتى ولا مغارة ، لأن هذه أيضاً هى لآخر غريب . سارة لماولدت أبناء أُعطى لها ميراث من الأرض فسيح ، وأما أنا فلا مأوى لى . لكنى أسكن المغارة التى سكنتها بإرادتك طفلاً صغيراً أنت الإله الذى قبل الدهور . 
- هذا ما قالته سراً ، وتضرعت إلى عارف الخفايا . وإذ شعرت بالمجوس يبحثون عن الطفل ، صرخت الفتاة للحال بهم : من أنتم ؟ أما هُم فأجابوا : وأنت من تكونين وقد أنجبت طفلاً كهذا ؟ من أبويك ؟ ومن أُمك ؟ لأنك صرت أُماً ، وحاضنة ابناً بغير أب . فمنذ رأينا نجمه ، أسرعنا معاً ، لأنه ظهر طفلاً جديداً الإله الذى قبل الدهور
- قد أوضح لنا بلعام بدقة معنى الكلمات التى تنبأ بها قائلاً : سوف يشرق نجم . نجم يزيل جميع الأقوال والعرافات . نجم محل أمثال الحكماء ألغازهم ، نجم هو النجم الوافر الضياء ، لأنه خالق جميع النجوم ، وقد كُتب عنه : من يعقوب يشرق طفلاً جديداً الإله الذى قبل الدهور . 
- سمعت مريم هذه الأقوال الغريبة ، فأنحنت ساجدة للمتكون فى أحشائها ، وهتفت باكية : بُنى ، ما أعظم – أجل – كل ما صنعته إلى حقارتى. ها إن المجوس ملوك المشارق خارجاً يبحثون عنك ، وأغنياء شعبك يستعطفون وجهك طالبين أن يشاهدوك ، إن هؤلاء هم شعبك حقاً وقد عرفوك طفلاً جديداً أنت الإله الذى قبل الدهور . 
- وبما أنهم شعبك الخاص ، فاسمح بُنى يلجوا حماك ، ويشاهدوا فقراً غنياً ، ومسكنة مكرمة . أنت مجدى وفخرى ، فلست أخجل ، أنت النعمة ، وجمال المسكن وجمالى . أأذن فندخل . ماذا يهمنى الفقر وأنت كنزى ؟ وقد أتى الملوك لينظروك وعرفوا مع المجوس أنك تظهر طفلاً جديداً ، أنت الإله الذى قبل الدهور
- إن يسوع هو المسيح ، وإلهنا حقاًً مس خفية قلب أُمه وقال لها : أدخلى المجوس الذين قدتهم بكلمة ، لأن كلمتى أشرقت للذين يبحثون عنى . إن كوكباً دلهم على الظواهر ، وقوة كشفت لهم الخفايا . الكوكب رافق المجوس كخادمى ، ووقف بعد أن أكمل خدمته ، ودل بأشعته على المكان ، حيث وُلدت طفلاً جديداً ، أنا الإله الذى قبل الدهور
- أقبلى الآن يا عفيفة ، أقبلى الذين يقبلوننى ، لأنى فيهم كما أنى على ذراعيك ، أنا لم أغب عنك ، وقد أتيت إلى هؤلاء ، ففتحت الباب من هى الباب المُغلق الذى أجتازه المسيح وحده . فتحت الباب من لا تزال مغلقة ، غير مسلوب كنز بكارتها . فتحت الباب من وُلد منها الباب ، طفلاً جديداً ، وهو الإله الذى قبل الدهور
- دخل المجوس للحال إلى الخدر ، ولما أبصروا المسيح خافوا ، لأنهم شاهدوا أُم الصبى وخطيبها فصرخوا برعدة " أنت عفيفة ، وهذا وُلد بغير والد ، فمن أين لك رجل وولادتك لا لوم فيها ؟ فلا بأس أن تساكنى يوسف كرجل لك ، لأن حُسادك كثيرون ، يبحثون عن مولد طفل جديد ، هو الإله الذى قبل الدهور
- قالت مريم للمجوس : فهمت كلامكم ، فأنا أحفظ يوسف فى بيتى نعمة لى ، وتبكيتاً لجميع الثالبين ، سيخبركم بجميع ما سمعه عن ابنى ، لأنه إذ كان نائماً أبصر ملاكاً ـوضح له كيفية حبلى ، فالمشهد النارى حقق ليلاً معجزة العليقة لخزى مخزينه . فيوسف يعيش معى مبرهناً أن هذا الطفل الجديد ، هو الإله الذى قبل الدهور
- حدث يوسف بجميع ما سمعه بوضوح ، وبشر بدقة بجميع ما شاهده بين السماويين والأرضيين ، وكيف تسبح الأرواح النارية مع أبناء الارض تسابيح الرُعاة : كوكب منير ، وقائد سبقكم أيها المجوس . فلهذا أتركوا المقولات وأخبرونا عن الصائرات فيكم ، فمن أين أتيتم ؟ وكيف أتيتم ؟ لقد ظهر طفلاً جديداً ، الإله الذى قبل الدهور
- وإذ قالت لهم المنارة هذا كله ، هتفوا بها وهم مصابيح المشرق ، أتريدين أن تعلمى من أين جئنا ؟ من أرض الكلدانيين ، هناك لا يُقال " إله الآلهة الرب " ، من بابل حيث لا يعرف الناس خالقهم الذى يعبدونه . لقد أتى إلى هناك شعاع الصبى ، وقادنا إلى نار بابل ، تركنا ناراً تلتهم كل شئ ، فشاهدنا ناراً ندية ، طفلاً جديداً ، هو الإله الذى قبل الدهور
- كل شئ باطل الأباطيل ، ولكن ليس بيننا من يفكر بهذا . لأن بين الناس ضالين ومضلين . فيا أيتها العذراء ، النعمة لولدك الذى حُررنا به ، ليس من الضلال فقط ، بل ومن حزن جميع القرى التى سرنا بها ، فهى أمم حقيرة ، وألسنة غريبة . لقد خبرنا الأرض وسبرناها ، ونحن نبحث عن ضوء الكوكب ، أين يولد طفل جديد ، الإله الذى قبل الدهور . 
- لكن بينما كان يضئ لنا هذا النور عينه ، فقد طُفنا فى كل أورشليم ، مكملين طبق الحقيقة أقوال النبوءة . وكنا قد سمعنا أن الله قاصد أن يفتقد أورشليم ، فجُزناها فى إثر هذا الكوكب . ونحن نتمنى أن نجد حُجة قوية ، فلم نجدها ، لأنه قد أرتفع عنها فلكها مع تلك الأشياء الجميلة ، التى كانت مجموعة قبلاً هناك . لقد زالت القديمات ، وجدد كل شئ ، طفل جديد ، هو الإله الذى قبل الدهور
- قالت مريم للمجوس الأمناء : أجل ، هل طفتم فى كل أورشليم ، أورشليم المدينة القاتلة الأنبياء ؟ فكيف عبرتموها بدون أذى ، والجميع يحسدونها ؟ كيف تخلصتم قبلاً من هيرودس ، ذاك الملتهب إلى القتل خلافاً للشرائع ؟ أما هم فقالوا لها : أيتها العذراء ، لم نتخلص منه ، ولكن سخرنا به ، وكنا مع الجميع نبحث أين يولد طفل جديد ، الإله الذى قبل الدهور. 
- لما سمعت والدة الإله أقوالهم ، قالت لهم : عن أى شئ سألكم هيرودس الملك والفريسيون ؟ إن هيرودس وعظماء أمته كما قلت تحققوا من زمان النجم الظاهر الآن . اعتبروا أنفسهم جُهلاء ولم يرغبوا أن يشاهدوا من كانوا يبحثون عن معرفته ، لأنه كان ينفع الباحث أن يشاهد طفلاً جديداً ، الإله الذى قبل الدهور
- إن الحمقى حسبونا حمقى مثلهم ، فسألوا قائلين : من أين أتيتم ؟ ومت أتيتم ؟ كيف لا تسلكون سبلاً ظاهرة ؟ أما نحن فسألناهم عما يعلمون ، وأنتم كيف سلكتم قبلاً ذلك القفر الواسع الذى مررتم به ؟ إن الذى قاد الإسرائيليين من مصر ، هو الآن يقود إليه أبناء الكلدانيين . أما قبلاً فبعامود من نار ، وأما الآن فبكوكب يُظهر طفلاً جديداً ، الإله الذى قبل الدهور . 
- الكوكب كان يتقدمنا فى كل مكان ، كما أن موسى عندما أظهر لكم عصاه ، أطلع عليكم نور المعرفة الإلهية . إن المن غذاكم قبلاً ، والصخرة روتكم ، والرجاء قد دعانا ، والفرح بهذا الطفل غذانا ، فلم نفكر ونحن بفارس ، أن نرجع إلى الوراء ، أو نسلك السبيل غير المسلوك ، بل كنا نشتاق أن نشاهد الصبى ونسجد له ونمجده ، طفلاً جديداً ، هو الإله الذى قبل الدهور . 
- وبعد أن تكلم المجوس الأمناء ، واطمأنت الأُم العفيفة ، أثبت الطفل كلا القولين ، قول البتول إذ جعل أحشاءها بعد الولادة طاهرة ، وقول المجوس إذ أثبت رغبتهم بعد وصولهم قوية كخطواتهم . لأن كلاً منهم تحمل التعب ، مثل حبقوق عند مضيه إلى دانيال ، فإنه لم يشعر بالعياء ، لأن الذى ظهر قبلاً للأنبياء ، هو نفسه أظهر ذاته ، طفلاً جديداً ، وهو الإله الذى قبل الدهور . 
- وبعد هذا قدم المجوس بأيديهم الهدايا ، وسجدوا لهدية الهدايا ، وطيب الطيوب ، قدموا للمسيح ذهباً ولباناً ومراً ، وصرخوا أقبل هديتنا المثلثة الطبائع ، كتسبحة السيرافيم المثلثة التقديس ، ولا تُعرض عنها كتقدمة قايين ، بل احتضنها كذبيحة هابيل ، بشفاعة أمك التى وُلدت منها طفلاً جديداً ، أنت الإله الذى قبل الدهور
- إن البريئة من العيب ، لما نظرت المجوس سُجداً ، يحملون بأيديهم هدايا جميلة وجديدة ، وكوكباً يشرق ، ورعاة تسبح خالق كل البرايا وسيدها ، تضرعت إليه : بُنى اقبل تثليث الهدايا ، وأمنح التى ولدتك طلباتها الثلاث : إننى أسالك لأجل الأهوية ، ولأجل ثمار الأرض والساكنين فيها . سالم الجميع من أجلى ، لأنك وُلدت طفلاً جديداً ، أنت الإله الذى قبل الدهور . 
- أيها المخلص المتحنن ، بما أنى وحدى أُمك ، فلا يليق بى أن أُرضع رازق اللبن ، لكنى أسألك لأجل جميع الناس ، وبما أنك أقمتنى فماً ومجداً لجنسى كله ، فقد ملكتنى المسكونة كلها ستراً عزيزاً وسوراً وثباتاً . وإلىَّ ينظر المنفيون من نعيم الفردوس لأنى سأعيدهم إليه ليتنعموا بإحساسات متنوعة بواسطتى ، وقد ولدتُك طفلاً جديداً ، أنت الإله الذى قبل الدهور. 
- خلص العالم يا مخلصى ، لأنك لهذا أتيت . ثبت جميع المؤمنين بك ، لأنك لهذا أشرقت لى وللمجوس ولكل الخليقة . ها إن المجوس الذين أظهرت لهم نور وجهك ، يسجدون لك ، مقدمين الهدايا الجميلة المفيدة الثمينة، أنا أستعين بها ، لأنى سأذهب إلى مصر وأهرب معك لأجلك ، أنت يا قائدى ، يا ولدى ، يا خالقى ، يا منقذى ، أيها الطفل الجديد الإله الذى قبل الدهور . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا اللحن من تاليف القديس رومانوس المرنم والملحن الشهير فى الكنيسة البيزنطية .وهو قنداق فى الاودية السادسة باللحن الثالث يقال فى الكنيسة البيزنطية فى عيد الميلاد وتردد الكنيسة القبطية ايضا الربع الاول منه كلحن فى عيد الميلاد وقد دخل الكنيسة القبطية فى منتصف القرن التاسع عشر