الليتورجيا الالهية ... رؤية تاريخية

Η Θεία λειτουργία
مقدمة 
يقول القديس يوحنا ذهبى الفم أننا فى حاجة شديدة الى ان نتعلم كل الامور المختصة بعجائب الأسرار الكنسية وماهى ومتى ظهرت ولماذا سلمت لنا وما هو نفعها 
وهناك أتفاق عام بين الباحثين من اللاهوتيين والليتورجيين أى علماء الليتورجيا
أولا على أن الشرق يملك تراثا ليتورجيا غنيا ومتراكما
وثانيا يحتاج هذا التراث للاستمتاع به بشكل أعمق ومؤثر فى حياة الرعاة والرعية يحتاج الى فحص علمى لمعرفة المتى والأين واللماذا والفائدة من وراء النصوص على حد تعبير ذهبى الفم
ذلك لأن الشرقيين أحيانا يفهمون من كلمة (الأمور الروحية ) الأمور الهلامية التى لا تاريخ لها ولا شهادة ميلاد وهذا يجعلهم أقرب الى ثقافة التنزيل من لاهوت وفكر التجسد وثقافة الفكر الماشى على الأرض وسط هموم وأشجان وأمال الناس متعلمين وبسطاء اى تجسد الكلمة فى لحم ودم تاريخ الناس وواقعهم وهمومهم وامالهم 
وثالثا يوجد فقر شديد فى كليات اللاهوت الشرقية فى المتخصصين فى الدراسات الليتورجية هذا اذا ا ستثنينا بعض المحاولات العلمية الجادة فى لبنان الحبيب ومعظم الكتابات تقتصر على التأملات الروحانية فى كيفية الاستفادة من (القداسات) بلا اى بعد تاريخى اى هى نوع من (الفاست فود) الروحى وليس الطعام المعد جيدا بتعب ودموع وعلم كبير
ونلفت النظر الى أن التاريخ المسيحى الاول يستعمل تعبير الليتورجية اى عمل الشعب فى شركة المسيح خبز الحياة وكلمة قداس هى كلمة سريانية وهى لا تعبر عن روح الشركة بين المؤمنين مثل كلمة ليتورجيا (لاؤس اى شعب وارجو اى عمل )التى أستعملها الاباء وربما فضل الشرقيون المسيحيون استعمال الكلمة السريانية بعد الانفصال بين الكنائس الشرقية فى 451 م اى بعد مجمع خلقيدونية وبدايات الاحساس بالقومية والهوية الدينية واللغوية عند السريان والارمن والاقباط والاحباش
ليتورجية المسيح ومسيح الليتورجية
حينما تكلم المسيح لاول مرة مع البشر عن ميستريو الافخارستيا الالهية اطلق على نفسه لقب (خبز الحياة ) الذى نزل من السماء لكى يقدم الحياة للعالم كما ذكر يوحنا الحبيب (أنا هو خبز الحياة أباؤكم أكلوا المن فى البرية وماتوا ..هذا هو الخبز النازل من السماء لكى يأكل منه الانسان ولا يموت أنا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء ان أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الابد والخبز الذى أنا أعطي هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم ) يو 6 : 48 : 51 
فالمسيح هو خبز الحياة الذى نزل من السماء
Ό άρτος τής ζωής ό καταβάς
بقوة الروح القدس ولقد نزل يوم البشارة فى داخل أحشاء العذراء الفائقة البركات وصارت العذراء بمثابة الارض الطيبة والصالحة والمباركة التى حملت خبز الحياة ونحن نحيا فى الليتورجيا الالهية حقيقة نزول المسيح وحضوره فى داخل الكنيسة وفى العالم من خلالها وذلك لان الليتورجيا هى حضور المسيح فى وسطنا (ها نذا أنا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر) متى 28 :20 وعمانوئيل الهنا فى وسطنا الان
ومادامت الليتورجيا هى المسيح معنا (عمانوئيل) فهى تعد فى الواقع حضور اللوغوس معنا وحضورنا فى اللوغوس أى نعمة ورسالة بتعبير بولس(رومية 1 :1 ) اى بركة ودراسة بتعبير الاباء فالاباء الكبار حاملون اللاهوت (الثيؤفورى) حينما تكلموا عن المسيح فهم تكلموا عن المسيح الذى اختبروه وعاشوه واحبوه كما عاشوه فى الليتورجيا السماوية 
الذى كان من البدء الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة فان الحياة أظهرت ونشهد ونحبركم بالحياة الابدية1 يو 1 :1 -2 
وهذا الكلام ليس كلاما مرسلا وروحيا فقط بل هو خبرة عينية عاشها تلاميذ المسيح وتركوها للاجيال وكل محاولات اليوم لتفسير هذه الامور السماوية لابد من ان تنطلق من العمل الدؤؤب لتوصيل هذه الخبرة وهذا السمع وهذه المشاهدة وتلك الرؤية ولمس المسيح لواقع حياة الانسان المعاصر ومهما شعر الذى يكتب ويفسر بعدم استحقاقه وتفاهته الا انه يظل فى امان لاهوتى كبير كلما لجأ الى من سبق وعاينوا وذاقوا ولمسوا مجد المسيح فى الليتورجيا اى الاباء الالهيين .
وهذا هو معنى الدراسة العلمية من النصوص الاصلية لهذه العطايا السماوية كما سلمها الرسل وعاشها القديسون وشرحها الاباء حسب تعبير العظيم أثناسيوس . وكما يرجو المسيحيون اليوم ان يعيشوها ولانه ورغم الاوقات الصعبة التى تجوزها البشرية الا انه هناك من يسبر بصمت غور الليتورجيات ويعاين فيها مجد الله الاب فى المسيح بالروح القدس وهناك قلوب تنبض بحرارة الحب الالهى ويعيشون حضور المسيح على المذبح وما زال يعيش بيننا نفوس كريمة تعاين ملائكة الله تشارك فى الليتورجيا مع شعب الله القديسين والرعاة الاطهار وهم يعيشون فى بركة ملكوت الله المبارك - مبارك الاتى باسم الرب 
العشاء السرى والافخارستيا فى حياة المسيحيين الاوائل
لقد أسس المسيح سر الافخارستيا الالهية فى اثناء العشاء الفصحى اليهودى . ويعد سر الافخارستيا هو هو عشاء الكنيسة الفصحى فعلى نفس المائدة التى أكل عليها الفصح اليهودى (ذهب الفصح النمط وجاء الفصح الحقيقى )على حد تعبير ذهبى الفم فى شرحه لانجيل متى 49 : 379
καί τό τυπικόν πάσχα ύπέγραψε καί τό άληθηνόν προσέθηκε
,ولقد قدم لنا الانجيليون الثلاثة الازائييون متى (26 : 26 -29 ) ومرقس (14 : 22 -25 ) ولوقا (22 :15 -20 ) وايضا القديس بولس فى رسالته الاولى الى الكورنثيين (1كو 11 :23 -26 ) قدموا لنا وصف دقيق لاول ليتورجيا فى تاريخ المسيحيين والتى جرت فى علية صهيون فى الليلة التى أسلم(بضم الألف) فيها الرب يسوع
Τή νυκτί ή παρεδίδοτο ό Κύριος Ϊησούς
فبينما كانوا يأكلون عشاء الفصح (أخذ يسوع الخبز وشكر وقسم وأعطى للتلاميذ وقال :خذوا كلوا هذا هو جسدى ويضيف الانجيلى لوقا (الذى يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكرى) وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا أشربوه منه كلكم هذا هو دمى الذى للعهد الجديد المسفوك عن كثيرين لغفران الخطايا ويضيف بولس (فكلما شربتم اصنعوا هذا لذكرى) ويقول متى (وأقول لكم انى من الان لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا فى ملكوت أبى ) ونلاحظ ان الليتورجيا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتسبيح والشكر (ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون) متى 26 :30
وتعتبر هذه الليتورجيا هى اول ليتورجيا تمت على الارض
السيناكس الليتورجى
Λειτουργική Συνάξις
ان وصف السناكس الليتورجى اى الاجتماع الليتورجى الاول هو فى نفس الوقت وصف للحياة الليتورجية فى العصر الرسولى الاول. ولقد اعتاد المسيحيون فى العصر الرسولى وقبل اتمام سر العشاء الافخارستى اعتادوا على عمل مائدة المحبة فعلى مثال ما قام به المسيح مع تلاميذه كان عشاء الحب الفياض كما أنفرد بوصفه التلميذ المحبوب
 (أما يسوع قبل عيد الفصح وهوعالم أن ساعته قد جأءت لينتقل من هذا العالم الى الاب اذ كان قد أحب خاصته الذين فى العالم أحبهم الى المنتهى فحين كان العشاء ) يو 13 :1
  فبعد الحب وعشاء الحب يصف يوحنا تلميذ الحب العشاء السرى ولقد أقتدى المؤمنون بالمسيح فى كل شئ فكانوا يعملون عشاء المحبة ثم يقومون بعد ذلك بالالتفاف حول مائدة الافخارستيا او المائدة الافخارستية
ورغم صعود المسيح الا انه حاضر فى الرسل والتلاميذ بالروح القدس(أعمال الرسل 1 :1 -14 ) فالرسل هم ايقونة المسيح الحية ولقد اعتاد المسيحيون الاوائل ان يعيشوا حضور الرب فى الافخارستيا الالهية .
ولقد أعطى هذا الاحساس الواقعى بحضور الرب فى الافخارستيا والانتظار الاكيد لمجيئه الثانى القريب أعطى للاجتماعات الافخارستيا وللمسيحيين الاوائل احساسا كبيرا بالفرح الصادق والشركة الاخوية والاثر فى الاخرين (وكانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة واذ هم يكسرون الخبز فى البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسبحين الله ولهم نعمة لدى جميع الشعب وكان الرب يضم كل يوم الى الكنيسة الذين يخلصون ..) اع 2 :46
وكانت العادة عند المسيحيين الاوائل ان تقام السيناكسيس فى المساء كما يقول سفر الاعمال (وفى اول الاسبوع اذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزا خاطبهم بولس وهومزمع ان يمضى فى الغد واطال الكلام الى نصف الليل وكانت مصابيح كثيرة فى العلية التى كانوا مجتمعين فيها ) اع 20 :7-8.
ويقول لنا علماء الليتورجيا انه قد تم فى العصر الرسولى فصل مائدة المحبة عن الافخارستيا للاسباب التى ذكرها بولس فى رسالته الى الكورنثيين وهنا يلوم بولس الكورنثيين على ظهور سلوكيات لا تليق بمائدة المحبة (ولكننى اذ أوصى بهذا لست أمدح كونكم تجتمعون ليس للأفضل بل للأردأ لانى أولا حين تجتمعون فى الكنيسة أسمع أن بينكم أنشقاقات ,اصدق بعض التصديق .........) 1كو 11 : 17 -34 .
 ولقد أدى هذا الروح الدنيوى الغريب عن روح المسيح التى فيها (يسبق كل واحد فيأخذ عشاء نفسه فى الأكل فالواحد يجوع والأخر يسكر أفليس لكم بيوت لتأكلوا فيها وتشربوا ؟ ماذا أقول لكم أم تستهينون بكنيسة الله وتخجلون الذين ليس لهم) 1كو11 :22 
الى ان استفاض فى الحديث عن مفهوم الاستحقاق فى شركة الافخارستيا والذى يجب على الوعاظ ان يدرسوه جيدا فى كل السياق اللاهوتى والافخارستى والروحى الذى أورده الرسول بولس فى رسالته الى الكورنثيين فهو ليس مفهوم اخلاقى فردى بل لاهوتى كنسى ليتورجى وأساسه (ان يميزجسد الرب وان لا يكون بينهم انشقاقات ) 1كو 11 :18
اى عدم الخلط بين اجواء السمر والاجتماعيات والخلافات والشلل والاحزاب التى غالبا ما تسود موائد المحبة ومائدة الرب والكنائس فى الايام الاخيرة
الافخارستيا والقرأأت فى العصر الرسولى
حينما قارب القرن الاول على نهايته كانت الافخارستيا تقام بمعزل عن مائدة المحبة وبدأ المؤمنون قرأة رسالة من رسائل الاباء الرسل وبعد القرأة كان المؤمنون يقبلون بعضهم بعضا بقبلة المحبة الحقيقة ( وليست القبلة اليهوذية ) والتى اعتاد الرسول بولس ان يتكلم عنها فى رسائله (2كو13 : 12 ورومية 16 :16 )
 وبعد قبلة المحبة كان القائم على الليتورجيا يبارك المؤمنين (نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم)2 كو 13 :13.
 ثم يتبع ذلك الصلوت الافخارستية التى هى كلمات الرب التأسيسية (خذوا كلوا .....خذوا أشربوا ) وبعد كلمات الرب التأسيسية يجئ طلب استدعاء الروح القدس (الابيكليسيس ) والاساس وراء طلب الروح القدس هو كلمات ووعد الرب للتلاميذ (متى جاء الروح المعزى فهو يشهد لى ويذكركم بكل ما قلته لكم هذا يمجدنى لانه يأخذ مما لى ويعطيكم (يو 15 :26 و16 ::14 )
 وبعدها يقسم جسد المسيح المقدس وبعدها تأتى الشركة فى جسد ودم الرب (1كو 11 : 27 -29 ) وهكذا كانت تتم الليتورجيا فى العصر الرسولى
وجاء القرن الثانى لتظهر اول بدايات الليتورجيات وصاحب هذا الظهور اجواء الاضطهادات كما وصفها يوستينوس الشهيد فى رسالته الى الامبراطور والتقليد الرسولى لهيبوليتيس الرومانى وتعاليم الاباء الرسل الاثنى عشر ويلاحظ ان نفس الاباء الذين وضعوا بدايات الليتورجيات يتكلمون عن مساحة من الحرية الشخصية اى العفوية الروحية فى ممارسة الليتورجيا فيقدم الشكر بعد القرأأت حسب طاقة القائم على الصلاة 
(Εύχάς όμοίως (όπως ό λαός )καί εύχαριστίας ,όση δύναμις αύτώ άναπέμπει
ويؤكد يوستينوس على نوعية القرأأت من الانبياء والشكر كما يريد اى كما يعطيه الروح والحرية فى الصلاة بقوله
Τοίς δέ προφήταις έπιτρέπεται εύχαριστείν όσα θέλουσιν)
وتتميز هذه الفترة بالانفصال التام بين الافخارستيا وموائد المحبة وعبرت الكنيسة من عصر الرسل وعصر المعلمين الملهمين بالروح واصحاب المواهب الفذة والمعلمين اصحاب روح النبوة والذين كانوا يتجولون على الكنائس المحلية وانتقلت الكنيسة الى مرحلة الرعاة الثابتين وصارت الافخارستيا تقام فى الصباح بدلا من المساء وانتشرت عادة استخدام قبور الشهداء لاقامة الافخارستيا لانهم اول شهود على فعالية الافخارستيا فى اجسادهم التى لم يرى الكثير منها فسادا وحسب شهادة القديس اكليمنضس الرومانى فقد تم اضافة تسبيح الثلاث تقديسات الى الليتورجيا وانها قد تم أخذها من سفر اشعياء الاصحاح السادس والعدد الثالث
وفى الديداكى اى تعاليم الاباء الرسل والتى كتبت حوالى السنة مائة بعد الميلاد نجد اول صلوات ليتورجية (فيجب علينا ان نقدم التشكرات (الافخارستيا)اولا من أجل الكأس قائلين : نشكرك ايها الاب ابانا من اجل كرمة داود فتاك لك المجد الى دهر الداهرين وأيضا الشكر عن كسر الخبز نشكرك يا ابانا من اجل الحياة والمعرفة التى عرفتنا بها بيسوع فتاك لك المجد الى دهر الداهرين.
Περί δέ τής εύχαριστίας ,ούτως εύχαριτήσατε.πρώτον περί τού ποτηρίου.Εύχαριστούμέν σοί,πάτερ ήμών,ύπέρ τής άγίας άμπέλου Δαβίδ τού παιδός σου,ής έγνώρισας ήμίν διά ¨Ιησού τού παιδός σου. Σοί ή δόξα είς τούς αίώνες .¨Ωσπερ ήν τούτο τό κλάσμα διεσκορπισμένου έπάνω τών όρέων καί συναχθέν έγένετο έν,ούτω συναχθήτω σου ή έκκλησία άπό τών περάτων τής γής είς τήν σήν βασιλείαν.¨Οτι σού έστιν ή δόξα καί ή δύναμις διά Ιησού Χριστού είς τούς αίώνες 
وتشير الديداكى الى عبارات قصيرة تبدوا انها كانت عبارة عن حوار ليتورجى بين الكاهن والشعب مثل
الكاهن : فلتأت النعمة او فليأت المسيح وليمضى هذا العالم
الشعب: أوصنا لدواد اللاهوتى
الكاهن: من هو قديس فليتقدم ومن ليس قديس فليمتنع وليتوب الرب قريب ماران اثا
الشعب : امين
القديس يوستينوس فى اول دفاع له عام 150 ميلادية يقدم لنا نموذجان لليتورجية فى عهده فالسيناكسيس الافخارستى يبدأ بقرأأت من الاسفار المقدسة من الانبياء أومن الرسل
Τά άπομνημοεύματα τών Άποστόλων ή τά συγγράμματα τών προφητών άναγινώσκεται
ويتبع ذلك العظة التى يحث فيها المترأس الصلاة بأن يحاكى الشعب هؤلاء القديسين
ويأتى بعد ذلك الصلوات المشتركة ثم قبلة المحبة وتقديم الخبز والخمر وصلوات للقائم على الليتورجيا ثم يقول الشعب أمين ومن ثم يتم التناول كل مؤمن على حدة ويتم ارسال الاسرار للغائبين على يد الدياكونيين 
ويشير يوستينوس الى صلاة الابيكليسيس اى استدعاء الروح القدس والتى يسميها (صلاة اللوغوس) ثم ياتى القديسون اغناطيوس الانطاكى الاسقف الشهيد(رقد عام 113 م) وأيرينيئوس أسقف ليون(140-202 )وهم لا يتكلمون عن شكل الليتورجيات بل عن اللاهوت الليتورجى (راجع رسائل اغناطيوس الانطاكى منشورات النور لبنان 1984 ) ثم يأتى التقليد الرسولى والمكتوب حوالى عام 217 م للقديس هيبوليتيس لنرى ولاول مرة الحوار بين القائم على الليتورجيا(الاسقف او الكاهن) والشعب
΄΄Ιερεύς Ό Κύριος μετά πάντων ύμών
Λαός ¨Μετά τού πνεύματός σου¨
Ιερεύς ¨Ανω ύμών τάς καρδίας
Λαός ¨Εχωμεν πρός τόν Κύριον
Ιερεύς Εύχαριστήσωμεν τώ Κυρίω
Λαός ¨Αξιον καί δίκαιον
وبعد هذا الحوار تبدأ الانافورا
نشكرك يا الله لاجل ابنك الحبيب يسوع المسيح والذى ارسلته فى الايام الاخيرة مخلصا لنا وفاديا وومرسلا بارادتك كلمتك الذى صنعت به كل شئ والذى استسلم للالام طوعا اخذ خبزا وقال خذو كلوا هذا هو جسدى المكسور عنكم وايضا الكأس قائلا هذا هو دمى المسفوك عنكم وكلما فعلتم ذلك فافعلوه لذكرى ونحن اذ نذكر موته وقيامته نقدم لك هذا الخبز وهذه الكأس كعلامة شكر ونطلب منك ان ترسل روحك القدوس على ذبيحة كنيستك المقدسة وكل المتناولين القديسن المتحدين برباط الحق .
 وهكذا نجد ان التقليد الرسولى قد وضع لنا العناصر الاساسية لليتورجيا وهى الحوار بين المتقدم والشعب وكلمات المسيح الـتأسيسية والتذكار واستدعاء الروح القدس
الليتورجيات فى القرون الاولى
جاء القرن الرابع وشهدت الكنيسة ظهور الليتورجيات واهمها
ليتورجية يعقوب أخو الرب
هى ليتورجية رسولية فى أساسياتها مع بعض الاضافات اللاحقة ومن اهم العناصر التى تؤكد اقدميتها القرأأت ـ من العهد القديم والطلبات لاجل المضطهدين والمضطهدين واما الاضافات التى من القرن الرابع فهى (ايها الابن الوحيد) و(الثلاث التقديسات)و(لحن الشاروبيم) ولقد تشكلت ليتورجية الرسول يعقوب فى اورشليم ومن ثم انتشرت فى العالم. ويشهد الكثير من الاباء عن اصالتها مثل القديس كيرلس الاورشليمى والذى يشرحها فى عظته الخامسة للموعوظين بدون ان يشير الى اسم يعقوب اخو الرب
ليتورجية القديس ماركوس
هى ليتورجية أسكندرانية قديمة ظهرت فى مصر وهذ الليتورجية هى قديمة ولقد ظلت مستعملة فى كنيسة مصر حتى القرن الثالث عشر
ليتورجية القديس باسيليوس
ظهرت فى قيصرية كبادوكية ولقد كتبها باسيليوس الكبير حينما كان كاهنا وذلك لان القديس اغريغوريوس اللاهوتى وهو يؤبن باسيليوس ذكر انه قد ترك لنا أعمالا وقوانين وصلوات ولقد انتقلت ليتورجية باسيليوس الى القسطنطينية ومن هناك وصلت الى الاسكندرية والتى كان باسيليوس معروفا فيها ومحبوبا منذ زيارته الاديرة هناك
ليتورجية القديس ذهبى الفم 354 -407 
وهى المعروفة اليوم فى كنائس الروم الارثوذكس ويقول السينكسار البيزنطى بان المؤمنين فى القسطنطينية حينما عثروا على جسد القديس ذهبى الفم بعد أن مات فى المنفى أحضروه بفرح عظيم ووضعوه فى صندوق ملوكى ودخلوا به كنيسة القديس توماس ثم وضعوه على مركبة ملكية وذهبوا به الى كنيسة الرسل وأجلسوه على العرش وقالوا له بصون واحد (أجلس على عرشك يا سيدنا) ووقتها حدثت معجزة كبيرة اذ نطق القديس وقال لهم (أيرينى باسى السلام لجميعكم) ولهذا تبدأ ليتورجية ذهبى الفم بالسلام لجميعكم.
ليتورجية القديس أكليمنضس
وهذا النص موجود فى كتاب (الاوامر الرسولية) ولقد كتبت فى القرن الرابع فى سوريا وهو يقدم لنا تفاصيل الليتورجيات الانطاكية ولم تستعمل هذه الليتورجية قط فى الكنيسة . 
فى النهاية يتفق الاباء جميعا على ان الليتورلوجوس (القائم على الليتورجيا) الأساسى هو المسيح والكاهن حسب تعبير القديس كابسيلاس يقدم لسانه ويديه للمسيح وحينما يسلم الليتورجولوغوس نفسه للمسيح يصير اداة فى يد المسيح ويقف مكان المسيح والكاهن حسب القديس أغريغوريوس اللاهوتى يقف مع الملائكة يقدم التسبيح والتمجيد لله وهو يشارك المسيح فى الليتورجية ولا يحل محله فالمسيح هو رئيس الكهنة وهو الذبيحة وهوالكاهن والكاهن حسب ليتورجية العهد الجديد لم يعد يجلس على كرسى موسى بل 
على عرش المسيح(راجع الرسالة الى العبرانيين) ويقول: نحن نعرف جيدا من نخدم وأين نوجد وألى أين نوجه الناس
Οίδα τίνας έσμέν λειτουργοί καί πού κείμενοι καί πού πέμποντες 
فالكاهن يوجد على الارض ويتحرك فى السماء وهو يقف بين السماء والارض اى بين الله والناس ولهذا يسمى ذهبى الفم الليتورجيا على انها معجزة الأسرار
Τό Θαύμα τών μυστηρίων


المراجع 
الكتاب المقدس باللغة اليونانية *
كتاب (الليتورجيا الالهية) للأرشمندريت أغريغوريوس الأثوسى . أثينا 1982 *


الاب الدكتور اثناسيوس اسحق حنين