الانتماء الى الكنيسة بالطقوس - 3

 ضرورة إحياء الطقوس شخصيا 
ونأتي إلى ضرورة إحياء الطقوس شخصياً وقلبياً وإعطائها معناها الداخلي الأخير، وإلا انقلبت مظاهر فارغة وعادات متحجرة تحجبنا عن الله بدل أن توصلنا إليه.
آ- وقبل أن نعالج هذه النقطة عملياً لا بد من القول أن ممارسة الطقوس واختبارها عميقاً على الصورة التي شرحناها ( والذى نشر سابقا )  ليس أمراً بعيد المنال مثالياً بل كل من يحاول حقيقة أن يحياها يختبر بسهولة التيار الإلهي الذي فيها.
وهناك كثيرون جداً ممن يلقون في ممارسة الطقوس تعزية وقوة وفرحاً وازدهاراً لحياتهم كلها. بل هناك كهنة رعايا يؤخذون أحياناً بالقداس الإلهي لدرجة أنهم يغيبون عن كل شيء أرضي ويقضون فترة في الدموع الهادئة والصمت في نوع من اختطاف. يكفي أن ندخل في التيار.
الطقوس في الكنيسة مبنية على سر التجسد كما رأينا، تتبع حركة التجسد:(خرجت من عند الآب وأتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب).
ففي الكنيسة حركة، دورة نعمة بين السماء والأرض هي بالنتيجة حركة الإيمان الذي يصل الأرض بالسماء. بالإيمان رجال الله في العهد القديم، القضاة والأنبياء، قهروا ممالك، صاروا أشداء في الحروب، رجموا، نشروا.. ولم ينالوا الموعد منتظرين شيئاً أفضل.
وبالإيمان أندراوس وفيلبس ونثنائيل لما دعوا أولاً آمنوا فسمعوا السيد يقول:(سترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن البشر). فمتى دخل المؤمن في التيار حمل به.
ولكن الدخول في حركة الإيمان لا يخلو من صعوبات وجهاد كما نعلم. وكذلك الدخول في دورة الطقوس، في سيل نعمة الإيمان والخلاص في الكنيسة، يتطلب جهداً. فلا نستبعدن إذاً الجهد. ولكنه جهد هين بالنتيجة بمعنى أنه جهد خروج . يكفي فقط أن نخرج، أن نجاوز أنفسنا، أن ندع أنفسنا نجرف ونحمل فيحملنا التيار.
الإيمان نفسه ليتورجيا . ليس الإيمان بالعقل، الشياطين يؤمنون أيضاً ويرتعدون . ولكن الإيمان تسبيح، خروج، فصح . فإذا كان الإيمان مثالياً فحياة الطقوس إذاً مثالية أيضاً وإلا فلا. إن الإيمان معرض دائماً للتحجر، وينبغي تجديده على الدوام . وكذلك حياتنا في الطقوس . لا ندعها تتحجر.
ب- لا حاجة للإسهاب نظرياً في بيان كيف تتحجر الطقوس عند الناس وتفقد معناها. فإذا جهلنا جوهرها أو نسيناه أو أهملناه وابتعدنا عنه تصبح إما أشكالاً فارغة وعادات قديمة يمل منها المرء ويهجرها، لا تعود تعبر له عن أي معنى، ومن الطبيعي حينذاك أن يبتعد عن الخدمات والقداس،
وكثيراً ما تهجر كنائسنا في القرى لا لأزمة كهنة، بل لأزمة شعور وحضور (من أجل رحلة صيد يهجرون قداس الأحد ! بينما كان المسيحيون الأولون يعرضون حياتهم للموت لتأليف الكنيسة. وربما أحياناً ينفصل المرء عن الكنيسة بسبب جهله للطقوس)
أو تبقى مظاهر خارجية وعادات جميلة نستلذها بحد ذاتها ولا نعبر من خلالها إلى حياة الإيمان والخلاص .
وهكذا فالطقوس التي هي بمثابة باب ومدخل إلى الله تصبح في الواقع حاجزاً يعطل نمونا وتوغلنا في الرب. نبقى أمام واجهة البناء يحجبنا جمالها النسبي عن الدخول إلى القصر الداخلي الذي يحوي الغنى الحقيقي والنعمة والبهاء.
نسرُّ مثلاً بالألحان ونحب سماعها مراراً، وقد نتخشع لها عاطفياً ولكن لا ننتبه إلى معنى الكلام والتأمل الإلهي، إلى قوة الروح الذي فيه، والتي غايتها إيصالنا إلى حقائق الله. لا نتبنى جوهر الأمر فنبقى خارجاً.
وكثيراً ما نمارس حركات وعادات طقسية بصورة آلية بدون أي معنى ولا لذة كرسم الصليب مثلاً. وأحياناً لا نرى في الطقس سوى الناحية المالية فقط فندمدم على الكاهن الذي يأتي ليبارك البيت بالماء المقدس . أو الناحية المالية تصبح بالعكس وسيلة للجاه والظهور الاجتماعي الباطل فندعو للمأتم أكبر عدد من الأساقفة أو الكهنة دون أية ضرورة روحية.
وأحياناً نحجم عن التقدم إلى الأسرار المقدسة من باب الوسواس وفقدان الحس بالله كمحبة وكمصدر غذاء وحياة. والعراب ( الاشبين ) في سر المعمودية كثيراً ما لا يعود يرى فيلونه ( اى لا يرى الطفل المعمد )  في حياته كلها. وأحياناً نتبنى عن جهل إلى جانب الطقوس عادات أخرى ليست لها علاقة بحياة الكنيسة كالتطبيل والتزمير في الجنازات.
الأمثلة كثيرة في هذا الصدد... وإرشاد الرعاة يبدأ هذه الأيام في الاتجاه المتزايد نحو إفهام الشعب تدريجياً وردعه عن العادات الغريبة عن الكنيسة والإيمان الحي.
ج- ولكني في بحثنا لإحياء الطقوس أود أن أذكر على سبيل المثال بعض العادات الحسنة أصلاً، والتي فقدت معناها مع الزمن وصارت من باب الفوضى وعدم الاحترام . يبدو لي في الواقع أن أكثر العادات كانت تعبر في الأصل عن موقف داخلي، عن روحانية معينة ربما يجب إحياؤها.
إني أقصد بالدرجة الأولى جو الصلاة العام في كنائسنا أعني موقف المؤمنين في الكنيسة في طريقة دخولهم وطريقة وقوفهم وطريقة صلاتهم. إنه موقف دالة، وحرية، وارتياح، عدم السجود، عدم الإجهاد في الصلاة، عدم التقطيب أو تغميض العيون الخ.. هذا كان ربما يعزى في الأساس لروح صلاة الجماعة التي تكلمنا عنها  صلاة الكنيسة تجري، ندخل فيها، لها قوتها، صلاة غير عاطفية، أوسع منا.. كذلك نلاحظ أن الكهنة في الولائم (بمناسبة معمودية مثلاً) كثيراً ما يباركون مائدة الطعام دون أن ينتظروا اجتماع الحاضرين حول المائدة.. قد يكون ذلك أصلاً للاعتقاد بالبركة الموضوعية أيضاً.
لا نستطيع الجزم. ولكن لا بأس من أن نعيد إلى مثل هذه المواقف هذا المعنى الروحي، على أن نقصي طبعاً جو الفوضى وعدم الاحترام واللامبالاة . كذلك مثلاً عادة عدم الركوع يوم الأحد في الكنيسة، وقد تحولت عندنا إلى عدم الركوع أيام الأسبوع أيضاً، بدون أن تحمل أي معنى.
إن القديس باسيليوس الكبير يذكر هذه العادة وقد أوجبها أحد قرارات المجامع المسكونية وهي تعني أن المؤمن يوم الأحد، يوم القيامة الذي يرمز إلى الأبدية، يكون منتصباً قائماً ممجداً ممتداً إلى الله.. كذلك الإكثار من رسم إشارة الصليب لم يكن أصلاً من باب التكرار الآلي الممسوخ، بل كان من باب الوعي الداخلي وذكر الله وتمجيده وتأكيد الإيمان. أو كان من أجل أخذ البركة: تعرفون أن البركة يعطيها الكاهن بشكل صليب (السلام لجميعكم) ونأخذها أيضاً بشكل صليب، به نتبنى السلام والبركة شخصياً وداخلياً..
كذلك الاهتمام بالترتيل وحسن أدائه وإتقانه كان من باب تسبيح الله وقد أصبح في كثير من الأحيان من باب الظهور أو التباري.. كذلك عادة الجثو تحت الإنجيل المقدس عند تلاوته في القداس الإلهي كان لطلب الشفاء من مرض أو ضيق ما، إيماناً بقوة كلمة الرب الحاملة نعمة وشفاء، وكثيراً ما تحصل اليوم دون موجب ومن الوجه الفولكلوري الشعبي فقط.
د- كل هذه العادات ناجمة أصلاً عن مفهوم صحيح للطقوس وعن عيشه سواء فيما يتعلق بروح الجماعة أو بمفعول البركة أو بوظيفة التأمل ودوام ذكر الله ولذلك ينبغي إرجاع مفهومها الحي وعدم التسرع في الحكم عليها حكماً مطلقاً.
لأن هناك على كل حال تدرجاً في الحياة الروحية ولا يطلب من الناس أن يبلغوا رأساً إلى المفهوم العالي الصوفي المجرد. يجب محاربة العادات العجائزية التي لا تمت إلى مفهوم الطقوس بصلة كلصق الدراهم على الأيقونة مثلاً، ولكن دون أن نجرف معها العادات ذات الأساس الطقسي.
العالم اليوم يحاول إزالة كل شيء مقدس، كل رمز، كل حس بالقدسية، لأنه يحاول إزالة فكرة الله من الأرض. والروحانية الغربية العقلانية ساعدت بدون قصد في هذا الابتعاد عن الله. ونحن اليوم حين لا نعيش واقع طقوسنا نتأثر بهذا التيار العقلاني- فننزع إلى التقليل من قيمة الطقوس والقول بالصلاة المختصرة والمجردة والاكتفاء بالصلاة الشخصية في البيت!..
هذه النزعة من شأنها، عاجلاً أم آجلاً، تحويل الله إلى إله أخلاق وحسب أو إله فكرة، وبالتالي إلى تفريغ الأرض من الله الحي، المعطى والمعاش.
العالم بحاجة إلى ملء الله وسره الحي، ولأنه يحاول إزالة كل رمزية مقدسة علينا بالأكثر أن نعيش هذه الرمزية في طقوسنا، ولكن لا ممسوخة فارغة بل بصورة جد واعية وشخصية لكي نؤدي شهادة كنيستنا في العالم.
هـ- وفي عملية إحياء الطقوس هذه مطلوب منا فقط أن نكون في حالة (انتباه) بكل ما في هذه الكلمة من معنى حياتي (لنصغ، حكمة، لنصغ). 
فعلينا أولاً أن نتلقى معنى ما يجري، أن نفهم معنى الكلمات والحركات وأن يمر هذا المعنى في عقلنا وذهننا في طريقه إلى الله.
هذا بديهي ولكنه مع الأسف غير محقق في كثير من الأحيان. ولذلك يجب أن تكون القراءة مسموعة واضحة وكذلك الترتيل، كما يجب تفسير الطقوس للشعب. ثم علينا أن نتقبل ما يجري ونتبناه ونندمج فيه. كل مرة نقول فيها (يا رب ارحم) أو (آمين) معطاة لنا في الطقوس لكي نحقق موقفاً داخلياً قلبياً ونضع حياتنا في القضية.
إن القداس الإلهي بصورة خاصة يجب أن نشترك فيه حياتياً  القداس كتقدمة نُقَدِمْ نحن موادها من وقت لآخر، وكذبيحة نَذْبَحُ فيها، مع الحمل، إنساننا العتيق، وكعشاء سري نغتذي ونتحول فيه. خلاصة القول إنه علينا أن نفتح عقلنا وقلبنا وحياتنا من أجل اقتبال الله، في نوع من مبادلة حياة بيننا وبينه. 
ولذلك نبدأ كل صلاة في طقوسنا ( بحسب الطقس البيزنطى ) بهذا الاستدعاء للروح:(أيها الملك السماوي المعزي روح الحق.. هلم واسكن فينا..) ولأننا، أيضاً، بدونه لا نعرف أن نصلي.
و- هنا أتناول باختصار مشكلة علاقة الصلاة الفردية بالصلاة الجماعية الكنسية. إذ قد يتبادر إلى الذهن، كما قيل لي، إن الصلاة الفردية هي الفضلى وإن الصلاة الجماعية وضعت فقط لمساعدة الذين لا يعرفون أو لا يقدرون أن يصلوا لوحدهم. ومما يؤيد هذه النظرة في الظاهر أن القديسين المتوحدين في البراري كانوا ينعزلون عن صلاة الجماعة.
والحقيقة أن كنيستنا (أو روحانيتنا) لا تفصل بين الصلاة الفردية والصلاة الجماعية كما حصل ذلك في الماضي في الغرب، أعني بين الحياة الداخلية والحياة الليتورجية، بل الصلاة الفردية الأصلية تبقى مرتبطة بالصلاة الجماعية وسابحة فيها. والواقع أن الصلاة الشخصية، على أهميتها وضرورتها القصوى، إن لم تظل مؤصَّلة في الصلاة الجماعية ومستمدة منها نعمة الكنيسة تتحول سريعاً إلى صلاة جافة ضيقة كثيراً ما تنحرف إلى صلاة مغلقة تدور حول فكرنا في نوع من مأزق روحي، ومن هنا معظم الأزمات الروحية عند المؤمنين المثقفين (العقليين).
 لقد حدث مع أنطونيوس الكبير نفسه أن صوت الرب أوعز إليه في أحد أيام الآحاد أن يترك صلاته في صومعته ليذهب ويشترك في صلاة جماعة النساك إذ جربه المجرب بالاكتفاء بصلاته، لأن عادة المتوحدين كانت أن يجتمعوا كل أسبوع من مساء السبت إلى مساء الأحد ليقيموا صلاة الكنيسة. 
ومهما يكن من أمر فالمتوحدون المتوغلون في البراري كانت تتحول صلاتهم ولا شك إلى صلاة كنسية أعني غير منفصلة عن الجماعة بل نابضة في قلب الكنيسة وشاملة الكون كله، وكانوا يمارسون صلاة اسم يسوع لاصقة بأنفسهم بصورة (إفخارستية) .. وإلا لكانت عزلتهم قد حطمتهم.
 إذاً الصلاة الفردية الأصلية تنبع من صلاة الكنيسة وتقود إليها، بل هي في آن واحد فردية وجماعية. ولذلك نصلي كل بمفرده (أبانا الذي في السموات) بصيغة الجمع، ونرتل معاً (إني أنا عبدك) بصيغة المفرد..
ز- سؤال آخر يسأل أيضاً إن وقتنا لا يسمح لنا عملياً بالاشتراك في طقوسنا كفاية والتعرف عليها والاستفادة من ينابيعها، فما العمل؟
إن الجواب على هذا السؤال موجود ضمناً في بحثنا السابق. إن الصلاة، في كل الأحوال، ليست كمية بل كيفية نوعية. ولما كانت كل خدمة من الخدم الليتورجية تحوي بطريقتها خلاص الله وتعطينا إياه، فإن صلاة واحدة نشترك فيها كما يجب سرياً وجماعياً وتأملياً، تكفي لتسكب فينا تعزية الله وسلامة ونعمته.
إن رسم صليب أو تقبيل أيقونة بروح وفهم يكفي ليضعنا أمام الله. ولكن القداس الإلهي يوم الأحد والأعياد لا بد منه من أجل التركيز والتجدد واللياقة.. وإلا تجف حياتنا دون أن نشعر. وفي حال الاضطرار فعلاً وبصورة استثنائية يمكن الذي يتغيب عن القداس تكليف من يستطيع ذكر اسمه في الذبيحة من قبل الكاهن والصلاة من أجله، وهو أثناء ذلك يرافق القداس بالفكر. وعلى كل حال يجب أن نعرف أن الليتورجيا تبقى أوسع منا، لا نستطيع أن نحيط بها تماماً، ولا يجب أن نحاول الإحاطة بها كلياً وفي كل مرة نصلي فيها، وأن نشعر كل مرة بكل جمالها. هذه تجربة كبرياء.
ثم من الحسن جداً أن نخصص كل سنة بضعة أيام نقضيها في دير مثلاً للتعرف على الطقوس وفحواها مع ممارستها، لأن من يجهل الطقوس يجهل بالنتيجة الكنيسة.
ح- هذا ويلاحظ أن انتقادات كثيرة توجه للطقوس من حيث عدم ملاءمتها لعصرنا الحاضر وجمودها وطول الزمن الذي تستغرقه.. والحقيقة أن الطقوس عندنا غير جامدة أصلاً. إنها لم تؤلف في جيل واحد بل كانت تعبيراً مستمراً عن حياة في الله عبر عصورها المختلفة. ولم يتوقف هذا التطور الحي إلا في نصف القرن الثالث عشر تقريباً لأسباب تاريخية زمنية. أما في عصرنا الحالي فتوجد بوادر فعلية لتكييف الطقوس كما هو الحال في روسيا واليونان ورومانيا حيث يشترك الشعب كله في القداس الإلهي (تلاوة دستور الإيمان، والصلاة الربانية، وفتح ستار الأبواب..)
وقد وضعت قضية تكييف الطقوس في جدول أعمال مؤتمر رودس. حتى عندنا أيضاً فقد ألغيت تلقائياً الطلبة التي قبل (أبانا الذي في السموات) في القداس الإلهي كما تجري محاولات أخرى لبعض التغييرات.
إن عملية ملائمة الطقوس للعصر تتطلب أولاً التمييز بين ما هو أصيل وما هو غير أصيل (كالتفخيم والتكرار الزائد مثلاً).
ثم يجب أن يتم التطوير ضمن الخطوط الكبرى لصلاة الكنيسة ومع المحافظة على عناصرها الأساسية حسب وظائف الطقوس المبنية سابقاً. ثم ينبغي تأمين اشتراك الشعب الفعلي في الخدمات عن طريق التلاوة والترتيل وغيرهما. هذا ولا بد أن تتم العملية بعد دراسة وتروٍ واختبار وبمباركة الكنيسة كلها لئلا يكون هناك تفرد.
أما الأديرة فلها وضع خاص لأن الصلاة هي وظيفة الرهبان الأساسية، ولذلك يجب أن يحافظ فيها على الطقوس دون اختصارها مبدئياً فتبقى منهلاً روحياً غزيراً للرهبان ومرجعاً أساسياً يرجع إليه الآخرون.


من أجل فهم الليتورجيا وعيشها
رهبنة دير مار جرجس الحرف